حيوانات المزرعة

شروط الأضحية وكيفية اختيارها

شروط الأضحية وكيفية اختيارها

شروط الأضحية وكيفية اختيارها
شروط الأضحية وكيفية اختيارها

شروط الأضحية وكيفية اختيارها

شروط الأضحية وكيفية اختيارها في هذه الأيام، يتم تناول الحديث كثيرًا عن الأضحية وكيفية اختيارها والشروط المتعلقة بها. في السطور التالية، سنلقي الضوء على هذا الموضوع المهم.

تُعتبر الأضحية إحدى الشعائر الإسلامية الهامة، وتُقدم بها المسلمون تضحية من الأبقار والأغنام والماعز والجمال، وذلك من الأيام الأولى لعيد الأضحى حتى اليوم الرابع. تعد هذه العملية سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما يعني أنه ليس هناك إثم في تركها، بل هي مشروعة ومستحبة ومأمور بها في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: “فصل لربك وانحر”.

إن أداء هذه الشعيرة العظيمة يعبِّر عن اقتراب المسلمين من الله وتعبيرهم عن تقديرهم وطاعتهم. كما أنها تُعتبر فرصة لتوزيع اللحم على المحتاجين وتعزيز روح التضامن والتعاون في المجتمع.

لذا، فإن الأضحية تمثل جزءًا هامًا من التراث الديني والثقافي للمسلمين، وتعزز القيم الإيمانية والاجتماعية في نفوسهم. إن الاهتمام بتفاصيل هذه الشعيرة واتباع الشروط المحددة لها يساهم في إكمالها بالشكل الصحيح والمقبول عند الله.

فلنحترم هذه الشعيرة ولنتعاون جميعًا في تحقيق رغبة الله وتعزيز الروح الإسلامية السامية في هذه الأيام المباركة.

شروط الأضحية

لكي تكون الأضحية مقبولة، ينبغي أن تتوفر فيها بعض الشروط والمعايير. فمثلاً، يجب أن تكون الأضحية من الأنعام المحددة، وتشمل الضأن الذي يجب أن لا يقل عمره عن 6 أشهر، والماعز الذي يجب أن لا يقل عمره عن سنة، والبقر والجاموس الذي يجب أن يكون عمرهما من عامين، والإبل التي يجب أن لا يقل عمرها عن 5 سنوات.

بالإضافة إلى ذلك، يشترط أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تؤثر على جودة اللحم، وأن لا تكون مصابة بأي عيب يؤثر على المظهر العام للأضحية. يهدف ذلك إلى ضمان تقديم أضحية ذات جودة عالية وتمتع بالصحة والنضج المناسب لتناولها.

من المهم الالتزام بهذه الشروط والمعايير لضمان أن الأضحية تفي بالمتطلبات الشرعية والصحية. وبهذا، يمكن للمسلمين أن يحتفلوا بعيد الأضحى ويقدموا تضحية صحية وطاهرة تعبر عن تقواهم وتقديرهم لله.

ويتطلب أيضًا أن تكون الأضحية ذات مظهر جيد، حيث يجب أن تكون خالية من التهابات أو جروح ولا يجب أن تحتوي على بقايا إفرازات غير مرغوب فيها. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الأضحية سليمة ولا تعاني من كسور في القرون، ولا تكون هزيلة أو مريضة. وينبغي ألا تكون الأضحية مكسورة في الأسنان، ولا تعاني من عورة (عضو مفقود) أو عمى، ولا يجب أن يكون لديها قطع في اللسان،

ولا يجب أن تكون لديها قطع في الأنف، الأذنين أو أي من هذه الأجزاء مقدارا كبيرا، ويجب أن لا تكون مريضة أو تعاني من حمى (ارتفاع في درجة الحرارة)، حيث يمكن أن تكون ذلك نتيجة للإصابة بأمراض ميكروبية. في هذه الحالة، يجب التوجه إلى الذبيحة نفسها للتأكد من صلاحية اللحم للاستهلاك البشري. وعلاوة على ذلك، يجب أن يتم احترام العمر الذي تم ذكره سابقًا، حيث قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام-: (لا يجوزُ مِنَ الضحايا: العَوْرَاءُ الَبيِّنُ عَوَرُهَا، والعَرْجَاءُ البَيِّنُ عَرَجُهَا، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا، والعَجْفَاءُ التي لا تُنْقِي)

ينبغي التحقق من عمر الحيوان، حيث يؤدي زيادة العمر إلى فقدان النعومة والطراوة في اللحم، وخاصة في حالة الذكور. فمن المناسب ذبح ذكور الأغنام في سن 1-2 سنة، ويفضل ذلك عندما يكونون في عمر 8-12 شهرا. أما الإناث، فيتم ذبحها عند بلوغها سن 5 سنوات، عادة بعد انتهاء فترة الإنتاج أو النعاج التي تم تسمينها بشكل زائد. يمكن تقدير عمر الحيوان من خلال فحص الأسنان، حيث يتم فتح الفم وملاحظة حالة القواطع، وهي الأزواج الأمامية الأربعة من الأسنان في الفك السفلي. وفي الفك العلوي لا توجد قواطع، وبناءً على حالة القواطع يمكن تحديد عمر الحيوان. على سبيل المثال،

إذا كانت القواطع متجانسة وصغيرة الحجم ولا تحتوي على فواصل، ويكون لونها مائلًا للأبيض، فإن ذلك يشير إلى أن عمر الحيوان أقل من سنة.

-العمر ما بين 1 سنة – 1.5 سنة:

تبدأ عملية تغيير القواطع في الحيوان بسقوط الزوج اللبني الأوسط أولًا، ثم يبدأ في النمو والاستبدال. وتستمر عملية نمو القواطع الدائمة لتحل محلها حتى تكتمل عندما يبلغ الحيوان عمر 1.5 سنة. تتميز القواطع الدائمة بطولها أكثر من الأزواج الثلاثة الأخرى.

-العمر ما بين 1.5- 2.5سنة:

في مرحلة متقدمة، يحدث تبديل للزوج الثاني من القواطع اللبنية، وتبدأ القواطع الدائمة في النمو لتحل محلها. عندما يصل الحيوان إلى عمر 2.5 سنة، يكون لديه 4 أسنان طويلة في المنتصف تحيط بهم سنتان صغيرتان من كل جانب. هذا التغيير يساهم في تطور ونمو الفك والأسنان لديه بشكل صحي وطبيعي.

-العمر ما بين 2.5 – 3.5 سنة:

يحدث تبديل في الزوج الثالث من القواطع بنفس النمط الذي حدث في الزيج السابق، حيث يتم استبدال القواطع اللبنية بالقواطع الدائمة. عندما يصل الحيوان إلى هذه المرحلة، يكون لديه 6 أسنان طويلة في المنتصف في الفك السفلي تحيط بها سنتان طويلتان من كل جانب.

-العمر ما بين 3.5 سنة – 4 سنوات:

مع مرور الوقت وتقدم العمر، يزداد عدد الأسنان في الفك السفلي حيث يكون لديه حوالي 8 أسنان كبيرة. ومع تقدم العمر أكثر، تبدأ الأسنان في التآكل وتتغير مظهرها، حيث يصبح الفاصل بينها أكبر ويصبح لونها أصفرًا. ومع مرور الوقت، تبدأ هذه الأسنان في التساقط تدريجيًا حتى تتساقط معظمها تقريبًا عندما يصل الحيوان إلى عمر 8 سنوات. يعتبر هذا العملية طبيعية وجزءًا من دورة حياة الحيوان.

عند عملية الشراء واختيار الذبيحة، يجب أن تكون حذرًا من بعض التجار الذين قد يلجأون إلى وضع كمية من ملح الطعام في علائق الخراف بهدف زيادة وزنها. ونتيجة لذلك، يشرب الحيوان كميات كبيرة من الماء مما يؤدي إلى زيادة وزنها. يمكنك التحقق من ذلك بالضغط على جانبي الحيوان، حيث ستلاحظ خروج روث لين في شكل إسهال مصحوب بغازات. من الأفضل تجنب شراء الحيوانات التي تعاني من هذه الممارسة غير الصحية والبحث عن مصادر موثوقة للحصول على ذبيحة صحية ومناسبة للاستهلاك البشري.

ويتمثل الفحص بالآتي :

1- الفحص بالنظر:

عند اختيار الحيوان، ينبغي التأكد من أنه يظهر عليه علامات النشاط والشهية الطبيعية، حيث يأكل ويشرب بانتظام. يجب أيضًا التأكد من عدم وجود أي مظاهر للخمول أو العرج، وعدم وجود أي إفرازات غير طبيعية من الأنف والفم والعين. تلك العلامات تشير إلى حالة صحية جيدة للحيوان وتعزز جودة الذبيحة. يُنصح بالاهتمام بتلك العلامات والتحقق منها قبل اتخاذ قرار الشراء لضمان الحصول على ذبيحة صحية وجيدة.

2- الفحص باليد:

  • يجب فحص الرقبة والتأكد من عدم وجود دمامل أو خراريج، وأن تكون الرقبة ممتلئة باللحم.
  • يجب التأكد من حالة صحية جيدة للحيوان، ويُمكن التحقق من ذلك من خلال الملاحظة التالية:
    • تواجد الحيوية والنشاط، حيث يدل الكسل والخمول على وجود مشاكل صحية، ويجب أن يكون رأس الحيوان في مستوى جسمه دون أن يكون منخفضًا أو مرتفعًا.
    • إقبال الحيوان على تناول الأعلاف الخضراء أو المركزة، حيث يمتنع الحيوان المريض عن تناول الطعام أو يقبل عليه بصعوبة.
    • عدم وجود إسهال، ويمكن ملاحظة ذلك بالنظر إلى منطقة الإلية أو الذيل. إذا وجد روثًا ملتصقًا ولينًا، فهذا يشير إلى وجود إسهال.
    • عدم وجود إفرازات أو التهابات في الأنف أو الفم أو اللسان.
    • تنفس طبيعي وعدم وجود أعراض تنفسية مثل الكحة.
    • يجب أن يكون الصوف ليس طويلاً وناعمًا وأن لا يكون له لون شاحب.
    • يجب أن تكون العينان لامعتين دون وجود أي اصفرار فيهما أو في لحمية العين.
    • عدم وجود خراريج أو دمامل في جسم الحيوان، وتحت الفك السفلي وفي منطقة الرقبة.

عملية الذبح:

يتوجب على الذابح أن يستوفي بعض الشروط المحددة. يجب أن يكون الذابح من أتباع الدين السماوي، سواء كان مسلمًا أو من أهل الكتاب. كما يجب أن يكون عاقلاً بالغًا، ولا يُشترط أن يكون ذابحًا رجلاً فقط، بل يجوز للمرأة أيضًا أن تقوم بالذبح، شريطة أن تتوفر لديها النية وأن تسمي اسم الله عند الذبح، استنادًا إلى قوله تعالى “وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ” [الأنعام: 21].

يجب قطع الأوداج الأربعة أثناء الذبح، وهي الحلقوم والمريء والعصبان في العنق. ولا يجوز للذابح أن يتجاوز هذه الأوداج ويصل إلى الحبل الشوكي لقطعه، حيث يُعتبر ذلك تعذيبًا غير ضروريًا للحيوان المُذبوح. يجب أن تكون الحيوانة على قيد الحياة أثناء الذبح، ويُستحب أن يوجه الذابح وجهه نحو القبلة وكذلك الذبيحة، ورغم أن ذلك ليس من الشروط الواجبة ولكنه مستحب. يتم ذبح الحيوان وهو في حالة وعيه الكامل.

يجب أن تكون أداة الذبح حادة، بحيث تقطع أو تفصل بحدتها وليس بثقلها. وفي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (فإذا قتلتُمْ، فأحسِنوا القتلةَ، وإذا ذبحتُمْ، فأحسِنوا الذَّبحَ، وليحدَّ أحدُكُم شفرتَهُ، وليُرِحْ ذبيحتَهُ) فالإحسان في القتل حتى لا تتألم الذبيحة، وكذلك حد الشفرة حتى لا تؤلمه أثناء عملية الذبح. ومن السنن التي تتَضمنُّها عملية الذبح؛ هو عدم ذبح بهيمة أمام الأخرى، وألا ترى السكين حتى لا تخاف،

و يوجد ثلاثة مصطلحات لعملية الذبح وهى :

  • الذبح: وهى عملية جرح قطعي بعرض الرقبة ويتم استخدامه في الحيوانات والطيور القصيرة الرقبة
  • النحر: وهو عبارة عن جرح وخزي بغرز السكين في اللبة أسفل العنق ، كما يحدث في الحيوانات الطويلة الرقبة مثل الجمل
  • العقر: ويتم اضطراريا في الحيوانات التي شردت ويخشى عليها من الضياع أو تعرضها للحيوانات المفترسة .

يفضل عدم فصل الرقبة مباشرة بعد عملية الذبح، بل ينبغي أن يتم ذلك بعد عملية السلخ، وذلك لتجنب قطع الحبل الشوكي الذي يمتد في العمود الفقري. والسبب وراء ذلك هو الحفاظ على سلامة النخاع المستطيل الذي يعتبر مركزاً حيوياً لوظائف القلب والرئتين وغيرها من أعضاء الجسم. بالحفاظ على اتصال الرقبة ببقية الجسم حتى بعد السلخ، يتم ضمان استمرار عملية التنفس وضربات القلب ووظائف الجسم بشكل صحيح وسليم.

يتوجب التحقق من قطع جميع الأوردة والشرايين والمريء والقصبة الهوائية بعد توقف حركة الحيوان تمامًا، وذلك للتأكد من استكمال عملية الإدماء. فإن الإدماء الكامل يؤثر بشكل إيجابي على جودة اللحوم، حيث يعتبر دم الحيوان بيئة مناسبة لنمو وتكاثر البكتيريا، وخاصة عندما يتوقف تدفق الدم في جسم الحيوان بعد الذبح.

لذا، فإن أحد الأمور الرئيسية التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند تفحص الحيوان المذبوح هو كمية الدم التي تنزف عند عملية الذبح. يجب أن يتم النزف بأكبر كمية ممكنة من الدم في أقل وقت ممكن. فالإدماء الجيد يحمي الذبيحة من التلف السريع ويحافظ على القيمة الغذائية للحومة.

يتم استغراق حوالي 5 دقائق للإدماء في حالة الأبقار، وحوالي 3 دقائق في حالة الأغنام. خلال عملية الذبح والنزف، تفقد الأغنام حوالي 60% من كمية الدم المتواجدة في أجسامها، نتيجة لنزف حوالي 4% من أوزانها. وبعد عملية السلخ والتجويف، تفقد حوالي 22% من أوزانها.

وتتفاوت نسبة التصافي في الأغنام على النحو التالي:

  • في حالة ذبائح الحملان الممتازة المسمنة جيدًا، تتراوح نسبة التصافي بين 55% و 60%.
  • في حالة ذبائح الحملان ذات التسمين العادي، تتراوح نسبة التصافي بين 45% و 52%.
  • في حالة ذبائح الحملان الضعيفة أو أغنام الصوف، تتراوح نسبة التصافي بين 40% و 45%.

ينبغي الانتباه لعدم إصابة الكرش والأمعاء أثناء عملية التجويف لتجنب تلوث اللحوم. كما يجب مراقبة لون اللحوم، فعلى سبيل المثال، إذا كانت اللحمة صفراء اللون، فقد يشير ذلك إلى إصابتها بمرض الصفراء، وهذا يستدعي فحصًا بكتريولوجيًا للتأكد من عدم وجود ميكروبات التسمم الغذائي كسبب. وفي حالة اللون الداكن، قد يشير ذلك إلى إصابتها بالحمى أو عدم اكتمال عملية الإدماء، وفي هذه الحالة تكون اللحمة غير صالحة للاستعمال. كما يجب فحص اللحوم لاحتمال وجود حويصلات الديدان الشريطية والساركوسيست.

ويُنصح بعدم غسل اللحوم بالماء قبل التخزين، حيث يتم تجميد المياه وزيادة التلوث البكتيري الناتج عن ذلك. ويجب حفظ اللحوم في درجة حرارة منخفضة (في الثلاجة) أقل من 4 درجات مئوية، لمدة يوم واحد، لتكوين حمض اللاكتيك. ان هذا الحمض له عدة فوائد صحية، أهمها:

  • يساهم في مقاومة تكاثر الميكروبات الضارة في اللحم ويحميها من التلوث الميكروبي.
  • يساهم في جعل اللحم طريًا ولذيذًا عند الاستهلاك، حيث يعمل على تليين عضلات اللحم.
  • يحافظ على القيمة الغذائية للحوم ويسهل عملية طهيها للحصول على نتائج مرضية.
  • يُنصح بوضع اللحوم في أكياس لا تتجاوز سمكها 7 سم قبل وضعها في الفريزر، حيث يساعد ذلك في تبريد اللحوم بشكل متساوٍ من الداخل والخارج ويمنع حدوث التعفن الداخلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock